ظاهرة التحرش بالأطفال كيف يمكن الأهل تجنيب أطفالهم التحرش؟


يبدو أن ظاهرة التحرش بالأطفال لم تعد من المواضيع التابو التيتنكرها المجتمعات أو لا تعترف بها، بل أصبحت من المسائل التييتناولها الإعلام بكل مجالاته، نظرًا إلى تزايدها وخطرها على صحةالطفل النفسية والجسدية، وأثرها السلبي على جميع أفراد العائلة.

خصوصًا أن الشخص المعتدي يكون في غالب الأحيان من المقرّبينمن العائلة او ضمن دائرة المحيط الإجتماعي للطفل مثل المدرسة أوالنادي الرياضي أو الجيران أو الحضانة، مما يجعل الأهل يعيشونصدمة نفسية تؤدي إلى إنكارهم لتعرض طفلهم للتحرش، فهم عاجزون عن استيعاب هذه المأساة.كيف يمكن مساعدة الطفل الذي تعرض للتحرش؟ كيف على الأهل مواجهة هذه المأساة؟ ولماذايرفضون تصديق حدوثها؟ ما هي الإشارات التي على الأم التنبّه لها والتوقف عندها والتحقق منها، وماإذا كان طفلها قد تعرّض للتحرش؟
«
لها» حملت هذه الأسئلة وغيرها إلى الإختصاصية في علم نفس الطفل والمراهق كالين عازار التيأجابت عن هذه الأسئلة وغيرها.
- كيف يمكن الأهل تجنيب أطفالهم التحرش؟
نحن لا نريد إرهاب الأهل، فالطفل قد يكون عرضة للتحرش أو قد لا يكون، ولكن درهم وقاية خير من قنطار علاج. لذا من الضروري الإنطلاق من الأسلوب التربوي الذي على الأهل اتباعه، خصوصًا التربية المتعلّقة بالجسم أي كيف تعرّف الأم طفلها إلى جسمه وتعلّمه كيفية احترامه.
فالأم هي الشخص الأقرب إلى الطفل، فهي التي ترعاه عاطفيًا وجسديًا وهي التي تقوم بتحميمه وتبديل ملابسه وتغيير حفاضه... إذاً هي الشخص الوحيد الذي يمكنه معرفة ما إذا كان هذا الطفل يتعرض للأذى الجسدي أم لا من خلال مراقبتها اليومية له.
كلما كانت في حياته اليومية قريبة منه اكتشفت تعرضه لأي حادث أو عنف جسدي. لذا من واجبات الوالدين مساعدة الطفل في معرفة جسمه، وتعليمه تسمية كل أعضاء جسمه.
فمثلا أثناء الاستحمام يمكن الأم التحدث عن خطوات الاستحمام، «الآن سوف نغسل رأسك سوف نفرك اليدين، سوف ننظف الإبطين وهكذا»، كي يتآلف مع جسمه ويتعرّف إليه. فإذا تحدث شخص آخر خارج نطاق العائلة، أو خارج دائرة الأشخاص الذين يهتمون به عن هذا الموضوع معه يدرك أن هناك مسألة غريبة تحدث.
إضافة إلى ذلك على الأم أن تعزز لدى الطفل، خصوصًا الذي يدخل الحضانة أو المدرسة، تحمل مسؤولية نفسه وإدارة أموره الخاصة المتعلّقة بجسمه، أي يعرف كيف يدخل الحمام وحده، وكيف يرتدي ملابسه من دون مساعدة أحد، وكيف لا يسمح لأحد بملامسته أثناء غياب والدته، فالطفل الواثق بنفسه لديه قدرة على المقاومة ولا يكون فريسة سهلة.
في المقابل الطفل الاتكالي الذي لا يعرف تدبير أموره و لا يعرف شيئًا عن جسده يكون أكثر عرضة للتحرش. 
ولا بد من تنبيه الأهل إلى ضرورة أن يشرحوا لطفلهم أهمية احترام الجسم وعدم السماح للآخرين برؤيته مثل عدم السماح بالظهور عاريًا أمام الآخرين، خصوصًا عندما يصبح الطفل في سن الاستقلالية، ويكون ذلك مثلا عن طريق الفكاهة كأن تقول الأم: هل رأيت أحدًا منا يسير عاريًا في المنزل أو أمام الناس على الطريق؟ نرتدي الثياب في الغرفة لأنه من الضروري أن يكون الأمر مسألة خاصة.
دائمًا أقول للأطفال إن عليهم التعلم قول كلمة لا لمن يريد أن يلمس أجسادهم.
- كيف يمكن الأم معرفة ما إذا كان طفلها يتعرض للتحرش؟
للأسف لا تظهر في كثير من الأحيان على جسد الطفل الذي يتعرض للتحرش أي آثار، ولكن تغير سلوك الطفل بشكل مفاجئ ومختلف تمامًا عن المعتاد إشارة مهمة للأهل لا يجوز إهمالها.
فإذا لم يكن سبب هذا التغير صعوبة تعلّمية أو مشكلة مع أحد زملائه في الصف، عليهم أن يفكّروا في احتمال تعرّضه للتحرّش. فالاضطراب الشديد في سلوك الطفل الذي يصاحبه إنفعال شديد، وإنطواء على نفسه بشكل لافت، وشعور مستمر بآلام في المعدة ورؤية كوابيس اثناء الليل وعدم رغبة في تناول الطعام، وتراجع أداء الطفل المدرسي بشكل كبير، كلها إشارات يجب التنبّه لها.
أما بالنسبة إلى الطفل الصغير جدًا الذي لا يعرف الكلام بعد، فتظهر عليه اضطرابات يعبّر عنها من خلال جسده فهو يتوتر ويصرخ بشكل حاد إذا ما لمسه أحد غريب.
والطفل الأكبر سنًا يمكنه إعادة إنتاج فعل التعدي وتقليده وتنفيذه على أطفال آخرين أو على دميته، كأن يضرب لعبته أو يتعدى على طفل آخر من دون سبب وأحيانًا يتحدث إلى دميته ويضربها ويقول لها «أنت شريرة». فهذه الأعراض التي تظهر في مواقف محددة تعبّر عما يحدث للطفل وهي إشارات على الوالدين التنبه لها، شرط استمرارها لفترة طويلة وليس لمرة عابرة.

إرسال تعليق

0 تعليقات